عاجل
الإثنين 31 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
اليوم الواحد .. أفكار  خارج الصندوق

همس الكلمات ..

اليوم الواحد .. أفكار  خارج الصندوق

أصبح من الضروري في زمن المتغيرات الخارجية المتلاحقة، وانعكاساتها داخليا، الحاجة إلى التعامل مع المشكلات بطرق مبتكرة وغير مألوفة.. وذلك للوصول إلى حلول عملية وفعالة، بدلاً من الاكتفاء بمعرفة أسباب المشكلة فقط، ولكن التوجه للتفكير خارج الصندوق  للعمل على استكشاف طرق جديدة للتغلب عليها.



والتفكير خارج الصندوق، ينطبق حاليا على ما تتبعه الدولة ممثلة فى التعاون بين وزارة التموين والتجارة الداخلية والغرف التجارية، وشركات القطاع العام والخاص، والمبادرات المجتمعية والمحافظين في كل محافظة، في اللجوء إلى إطلاق سوق اليوم الواحد لمحاولة محاربة الارتفاع والتفاوت في أسعار  السلع الغذائية الأساسية للمستهلك لدخول العديد من الشركات الأخرى في المنافسة.

ولم تقتصر فقط على توفير السلع الغذائية، بل توسعت في بعض المناطق لتشمل الملابس والأحذية، مما ساعد في توفير غالبية متطلبات المواطن في مكان واحد، وبأسعار مخفضة عن السوق الحر.

 

وأصبحت تجربة سوق اليوم الواحد تجد إقبالا كبيرا من المواطنين نتيجة دورها الإيجابى في تحقيق العديد من العوامل  منها  كبح جماح المستويات المرتفعة من الأسعار  من خلال  توفير السلع الغذائية من المزارع إلى المستهلك مباشرة وتقليل حلقات تداول المنتجات لتقليل تكاليف النقل، بما ينعكس بشكل إيجابي على السعر النهائي للمنتج ووصول المنتجات مباشرة إلى المستهلكين بأسعار مناسبة، أيضا لتوفير السلع الغذائية عالية الجودة بأسعار أقل من مثيلاتها فى الأسواق بنسب تبدأ من 20% وتصل إلى 50% فى بعض السلع.

وشدني في تلك المبادرة، أن الفائدة من إقامته لاتقتصر على المواطن فقط، بل تمتد إلى التاجر أيضًا، حيث إن استفادة التجار تكمن في عرض المنتجات في أماكن منخفضة التكلفة وعدم تحمل نفقات كبيرة أثناء النقل والتوزيع وعلى ذلك فإن التواجد فى السوق متاح لكافة العارضين سواء شركات القطاع العام أو الخاص، وتجمع لعدد من سيارات السلع الغذائية التابعة لوزارة التموين والجمعيات الأهلية، وتجار سوق العبور بشرط إلا تقل أسعار المنتجات عن الحد الأدنى للتخفيض معدل 20% من مثيلاتها في السوق.

كما يتم استهداف الأماكن الأعلى في الكثافة السكانية، لضمان استفادة أكبر عدد ممكن من المواطنين بالتخفيضات المقدمة.

و من أحدث الأسواق التي تم افتتاحها منذ أيام قليلة، أقيم بجوار قصر طوسون بمنطقة روض الفرج ويمثل سادس أسواق اليوم الواحد في القاهرة، وافتتحها الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة.

وتقام  أماكن  سوق اليوم الواحد في العديد من المحافظات منها حي إمبابة، بشارع الصوامع، و أمام مسجد آل رشدان بمدينة نصر، وأمام ركن فاروق بحلوان، وبالجمالية بشارع المنصورية بالقرب من مركز شباب الجمالية، وفي حي الأميرية، وفي حي عين شمس بجوار سنترال عين شمس ليخدم منطقتي المرج وعين شمس.

 

 ومن أكثر الأدلة على نجاح تلك التجربة، التفاعل الملحوظ على منصات التواصل الاجتماعي، والمطالبة بسرعة تعميم التجربة في مختلف الأحياء بحيث يكون في كل حي من أحياء المحافظة، ويرى البعص أن تزداد فترة السوق الى يومين بدلا من يوم واحد في الأسبوع.

ولضمان نجاح تلك الأسواق فى تحقيق أهدافها، أصبحت هناك مهام ضرورية على الدولة تتمثل فى العمل على توفير مخزون استراتيجي من كل السلع الأساسية، حفاظًا على مستوى الأسعار في الأسواق وعدم التلاعب بها، إلى جانب تشديد الرقابة والمتابعة المستمرة للأسواق وضبط الأسعار، من خلال التنسيق بين الجهات المختلفة وأجهزة الدولة، لتحقيق الانضباط في الأسواق.

ألستم تتفقون معي، أن تدخل الدولة بصورة متواصلة، لضبط الأسعار بالأسواق، يمثل ضرورة كبيرة لمواجهة جشع العديد من التجار تحت شعار السوق الحر والعشوائية في تحديد الأسعار ويمنع تخزين أو تعطيش السوق لأي سلعة ويساهم في خفض معدلات التضخم نتيجة السيطرة على الأسعار، وتزامن ذلك مع التوجه لوضع منظومة عمل طويلة الأمد لضمان استمرار المصداقية في الأسعار دون استغلال للمواطن.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز